يبدو أن سوق السيارات مايزال يحمل لنا في طياته المزيد والمزيد من المفاجآت التي يكشف عنها على مدار الوقت مثل هذه المفاجأة التي بين يدينا الآن وسنقوم بالحديث عنها في هذا المقال.
لا يتعلق الأمر بحادث على طريق سريع هذه المرة، ولا حتى عن عيب فني بتصنيع سيارة من الماركات العالمية الكبرى، ولكنها دعوى تشهير ضد واحدة من أشهر شركات تصنيع السيارات الرياضية في العالم، شركة فيراري الإيطالية.
سبب هذه الدعوى هو عدم السماح لأحد العملاء المحتملين بشراء سيارة فيراري خارقة رغم إبداءه الاستعداد لدفع ثمنها بالكامل. أمر مخيب للآمال، أليس كذلك؟
طلب شراء مرفوض
كلنا نعمل تأثير ضم سيارة فاخرة مثل فيراري على أي شخص، لها بريق خاص كالسحر. السيارات من هذا النوع يتم إنتاج عدد محدود جدا منها ولا يتم بيعها إلا إلى أشخاص معينين حيث تقوم الشركة بالإشراف بنفسها على عملية البيع، وبالرغم من ذلك تباع بسرعة ملحوظة.
في نفس الآونة، قام أحد أباطرة سوق السلع الرخيصة والمستعملة في ولاية فلوريدا الأمريكية يدعى “بريستون هين” برفع شكوى في محكمة محلية بجنوب الولاية بدعوى عدم السماح له بشراء سيارة فيراري نموذج لافيراري سبايدر.
وقال هين في شكواه أنه بالرغم من قيامه بإرسال مبلغ مليون دولار أمريكي إلى الرئيس التنفيذي لشركة فيراري مباشرة “سيرجيو ماركيوني” كمقدم لشراء السيارة، إلا أن الشركة تجاهلت طلبه تماما.
وقد تم إرسال النموذج المكتوب من هذه الشكوى إلى العديد من المواقع الإخبارية في الولايات المتحدة. شملت الشكوى ملخص قصير عن تاريخ السيد هين في شراء سيارات فيراري الفاخرة والتي تعود إلى الستينات من القرن الماضي.
نوهت الشكوى أيضا إلى امتلاك رجل الأعمال الأمريكي لمجموعة كبيرة من السيارات التاريخية تشمل سيارة 275جي تي بي/سي6886 سبيشيال والتي تعد واحدة من أثمن السيارات في العالم الآن.
دعوى تشهير
لم يكتفي بذلك، ولكن قام السيد بريستون والذي يلقب ب”سلطان المقايضة” برفع دعوى تشهير في القضاء الأمريكي يختصم فيها الشركة الإيطالية.
ويبدو أن بريستون مصمم على أن يقاضي “فيراري” ليضع يده على الأسباب الرئيسية التي دفعت الشركة إلى تجاهل أو رفض طلبه.
الوثيقة المسربة ذكرت أن رفض طلب بريستون لشراء سيارة فيراري جديدة أدى إلى إلحاق الضرر بسمعته وجعله مدعاة للسخرية وقلة الاحترام سواء في مجاله المهني، عمله، وتجارته أيضا.
ولا نعلم بعد كم سيطلب هين من فيراري كتعويض عن هذا الضرر، لكن بالطبع لن يقل المبلغ عن 75,000 دولار أمريكي.
تأثير سترايسند
بدون وجود هذه الدعوى القضائية، لم نكن لنعلم أبدا عن قصة السيد هين وفشله في الحصول على سيارة من شركة فيراري.
أيا كان السبب الذي دفع الشركة لرفض طلب الرجل، الكشف عن هذه القضية يلحق الضرر بسمعة هين نفسه في المقام الأول وليس الشركة.
في حقيقة الأمر، تعد هذه القصة تطبيقا عمليا لظاهرة تأثير سترايسند حيث سيقوم الكثير من الناس بمتابعة تفاصيل القصة من البداية حتى النهاية ربما لأنها المرة الأولى التي يتم فيها مقاضاة شركة سيارات لتحفظها على عملية بيع سياراتها.
الأمر له تفسير نفسي بالطبع، معظم الناس يشعرون بالفضول لمعرفة تفاصيل أي أمر أخفي عنه ويذهبون إلى اتباع الكثير من الوسائل للوصول أكثر إلى تفاصيل هذا الأمر، مما يؤدي إلى انتشار الكثير من المعلومات عنه خصوصا في ظل انتشار الإنترنت. تسمى هذه الظاهرى في علم النفس بتأثير سترايسند.
تعود التسمية إلى ممثلة أمريكية حاولت اخفاء بعض الصور لقصرها، وقد انتهى الأمر في النهاية إلى الكشف عن هذه الصورة وتداولها بين الناس بشكل كبير.